الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ قُل } يا محمد توبيخا لقومك، وآخر القول صادقين أو كافرين { أرأيتم ما تَدعُون مِنْ دون الله } من الأصنام وغيرها { أروني } تأكيد لا رأيتم وكلاهما بمعنى أخبرونى { ماذا } اسم واحد مركب مفعول مقدم، لقوله تعالى شأنه: { خَلقُوا } والمجموع مفعول ثان معلق عنه بالاستفهام، أو مبتدأ وخبر، وخلقوا صلة ما، والرابط محذوف أى خلقوه، والمجموع مفعول ثان، ومن العجيب جعل ذا زائدة، وما مفعولا مقدما، ومنه جعل ذلك من باب التنازع، لأن الضمير لا يرجع الى الجملة، إلا إن أريد لفظها، والمهمل من المتنازعين لا بد أن يعمل فى ضمير المتنازع فيه { مِن الأرض } من أجزاء الأرض، أو من مظروفات الأرض كمائها او بحارها وأشجارها وجبالها وحيوانها، أو أرض من الأرضين السبع، ومن للبيان متعلق بمحذوف حال من الهاء فى خلقوه المقدرة، أو من ماذا مركبا أو من ذا.

{ أم لَهُمْ } بل ألهم أو ألهم بناء على أن أم المنقطعة استفهامية بدون بل دائما حيث كانت، وعلى كل حال لا بد أن يتقدما كلام، ولو كانت للاستفهام، ولا تكون معادلة كما تكون المتصلة فيقال: هل قام زيد أم قعد، تريد أقعد بالاستفهام، لأن هل لا يؤتى لها بمعادل كما شهر، وذكر الفزى عن ابن مالك أنه أجاز الاتيان بمعادل بعد هل إذا كانت هل بمعنى همزة الاستفهام، وعليه فتقول: هل قام زيد أم قعد، سواء كانت أم متصلة أم منقطعة، ويجوز أن تكون هنا متصلة، وقيل متصلة على تقدير ألهم شرك فى الأرض، أو لهم شرك فى السماوات، وفيه حذف بلا داع، ولا دليل، وليس صحة المعنى دليلا، وانما الدليل ما يوجب الشىء { شِركٌ } شركة مع الله سبحانه.

{ في السَّماوات } السبع ومظروفها أو فى العلويات الشاملة لهن، وللعرش والكرسى انتفت ألوهية ما عبدوا من دون الله تعالى انتفاء بليغا لأنهم لم يخلقوا شيئا فى الأرض، ولا منها فضلا عن العلويات، ولا شركة لهم فيها، وخص انتفاء الشركة فى السماوات بالذكر لانقطاع شبههم بهن إذ لهم صورة تملك فى الأرض وما فيها، وذلك كقول ابراهيم:فأت بها من المغرب } [البقرة: 258] { ائتوني بكتاب } من الله يبيح عبادة غير الله عز وجل { مِن قبَل هَذا } قبل هذا القرآن النازل بالتوحيد { أو أثارةٍ مِنْ عِلمٍ } بقية من علم مصدر كالضلالة، ومن للبيان وتنكير علم للتبعيض أى باق هو علم من علوم الأولين صحيحة فى اباحة عبادة غير الله عز وجل، تقول العرب: سمنت الناقة على أثارة من لحم، أى على باق منه، أو الأثارة الرواية كما تقول: جاء فى الأثر كذا، قال الأعشى من السريع:

السابقالتالي
2