الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّآ أُنذِرُواْ مُعْرِضُونَ }

{ ما خَلَقْنا السَّماوات والأرض وما بِيْنَهما } من المخلوقات، ومنها الجو { إلاَّ بالحقِّ } بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق، أو ملتبسين، أو ملتبسات بشىء إلا بالحق أو إلا خلقا ملتبسا بالحق والحكمة، كالتكليف والدلائل { وأجل مُسمى } أى وتقدير أجل مسمى يجازون فيه، وإنما قدرت المضاف المذكور، لأن الحق يعتبر بقدرة الله لا بالأجل المسمى بعد فناء السماوات، وتبديل الأرض نفسه وهو يوم القيامة، فان أمور المكلفين تنتهى اليه، وفيه تبديل الأرض غير الأرض، وفيه يبرزون لله الواحد القهار، وقيل: الأجل المسمى مدة البقاء فى الحياة، لكل أحد والصحيح أنه يوم القيامة لأن الانذار انما يكون به ما هو قوله تعالى:

{ والَّذين كَفروا عمَّا أنْذروا } أى عما أنذروه، بحذف رابط الموصول، وهذا الضمير المقدر مثل المنصوب الثانى فى قوله تعالى:فأنذرتكم ناراًَ } [الليل: 14] والجار متعلق بقوله: { مُعْرضُون } عن الايمان به، والاستعداد له، وقد للفاصلة والحصر، فالمعنى معرضون عما أنذروا، لا عن بعض ما أرادوه من الكفر فضلا عن كله، وعن سائر معاصيهم، وامور دنياهم أو ما مصدرية، فلا يقدر الضمير أى عن انذارهم، باضافة المصدر الى المفعول به النائب عن الفاعل، أى عن انذار الله، أو النبى صلى الله عليه وسلم لهم، والواو للحال المقدرة للضمير، وهو نا، وليست مقارنة لأن اعراضهم ليس وقت خلق السماوات والأرض.