الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }

{ قُل إنَّما العِلْم } بكل شىء أو جنس العلم { عِنْد الله } فهو يعلم بوقت نزوله، أو انما العلم بوقت نزوله عند الله تعالى طلبوه بالإتيان به، وأجابهم بأنه لا علم له بوقته، لأن ذلك كناية عن أنه لا يقدر عليه، ولا على تعجيله، أى لا آتيكم به لأنى لا أعرف وقته فاقصده بالمجىء به فيه، ولو علمت لم أقدر على الاتيان به، وانما يأتيكم بوقته المقدر له، وهو الله عز وجل، ويجوز أن يكون المعنى فأتنا فى الدنيا بما تعدنا به فى الآخرة.

{ وأبلِّغكُم ما أرسلتُ به } عطف على العلم عند الله، فينسحب الحصر عليه، كأنه قيل: وانما أبلغكم ما أرسلت به، ويجوز أن يعطف على انما الخ عطف قصة على أخرى { ولكنِّي أراكُم قوماً تجهَلون } يتكرر منكم السفه، كالكذب وإنكار الحق، وتعتادونه، وانما قلت ذلك ولم أفسره بظاهر الجهل، لأن الجهل على المعنى الظاهر يقع بالشىء دفعة، وليس المراد سيكون منه الجهل، نعم يجوز أن يكون للحال بالمعنى الظاهر، وعلى كل حال المراد الرد عليهم فى اقتراحهم عليه ما ليس فى قدرته لجهلهم.