الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ }

{ وقَال الَّذين كَفروا } من قريش { للَّذين آمنُوا } فى شأن الذين آمنوا أو لأجل الذين آمنوا على حد ما مر، ولو كانت لام التبليغ لقال ما سبقتمونا اليه، وليس ذلك طريق التفات اليه، وقيل الواو فى سبقونا لطائفة أقوياء كالصديق وعمر وعثمان، آمنوا والمقول لهم: { لو كان خيراً } طائفة أخرى، فيصح أن اللام للتبليغ، وهو خلاف الظاهر، وقيل: قالوا ما سبقونا بالغيبة تحقيرا لهم، ويرده أن الكلام ليس مما يصح فيه هذا، فاللام للتعليل، أو بمعنى فى والغيبة، فى سبقونا على بابها { لَو كانَ } القرآن أو الاسلام { خَيراً ما سَبقُونَا إليه } أسلم عمار وصهيب، وبلال وأبو ذر، وغفار وزبيرة أمة عمر، فكان يضربها لاسلامها، وأكثر من أسلم أولا ضعفاء فقالوا: لو كان خيرا ما سبقنا اليه هؤلاء الضعفاء، ولا سبقتنا اليه زبيرة، وقيل: قالوا ذلك حين أسلم صعصعة وعطفان وأسد وأشجع، وأسلم ومزينة، وغفار، وقيل الذين كفروا اليهود، قالوا ذلك لما أسلم عبد الله بن سلام وأصحابه، فالآية مدنية أو اخبار فى مكة بما سيكون، كأنه قد كان كقوله تعالى:ونادى أصحاب الأعراف } [الأعراف: 48].

{ وإذْ لم يهْتدوا به } بالقرآن مطلقاً أو بشائره ونذائره أو بالرسول، وإذ متعلق بمحذوف أى ظهر استكبارهم إذ لم يهتدوا به، وان شئت قدرته مؤخرا، أو قالوا ما قالوا إذ لم يهتدوا به، وقيل متعلق بقوله: { فَسيَقُولون هَذا إفكٌ قديمٌ } على أن الفاء صلة، وفيه أن الأصل فيها العطف، والسين تنافى المضى، فيحتاج الى أن يقال: إذ هنا للاستقبال، أى إذا استمر عدم ايمانهم، أو أن المستقبل كالماضى لتحقق الوقوع، والتعبير بالاستقبال للدلالة على الاستمرار، وذلك كما استعملت فى قوله تعالى:فسوف يعلمون إذ الأغلال } [فاطر: 71] ولا فرق بين السين وسوف فى ذلك، وقيل إذ للتعليل، والفاء صلة.