الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }

{ ويلٌ لكلِّ أفَّاك } كثير الافك أو عظيمه وهو الكذب { أثيمٍ } كثير الاثم، أو عظيم الاثم، والآية عامة لفظا ومعنى، ولو نزلت فى أبى جهل، وقيل: النضر بن الحارث، الذى كان يشترى كلام الأعاجم وكتبها، ويشغل بها الناس عن استماع القرآن.

{ يَسْمع آيات الله } الجملة نعت آخر { تُتْلى عليْه } نعت آخر، والأصل لكل انسان أفاك أثيم، يسمع آيات الله، وإنما يتم النعت به لقوله: { ثمَّ يُصرُّ مُسْتكبراً كأن لَّم يسمَعْهَا } أو جملة تتلى الخ حال من آيات أولى من أن يكون حالا من المستتر فى يسمع للقرب، ولأن رابطها عمدة، ولو كانت الجملة مما يسمع، كقولك سمعت زيدا جاء، كانت مفعولا ثانيا للسَّمْع وكان مخففة واسمها ضمير الأفاك حذوفا، وهو أولى من ضمير الشأن، وشهر أنه ضمير الشأن، وقيل: لا تقدير فهى مهملة، ويسمع وتتلى للاستمرار، وثم للتراخى الرتبى لاستبعاد الشرع، والعقل الاصرار بعد هؤلاء الآيات، والاصرار على الشىء ملازمته، قيل من الصر وهو الشد، ومنه صرة الدراهم كذا يقال، ومثل هذا قابل للعكس، وجملة { كأن لم يسمعها } حال من ضمير يصر، أو ضمير مستكبرا.

{ فبشِّرهُ } لذلك الاصرار، أصل التبشير تغيير البشرة بأفراح أو أحزان أو لطخ شىء، وهى الجلدة، وخصه الغرف بتغييرها بالأفراح بأن تكون مبتهجة منبسطة، وهو هنا استعارة تهكمية، أو ما باب قوله:
تحية بينهم ضرب وجيع   
كأنه قيل اجعل عذابا أليما بدل التبشير بالخير، وذلك لقوله: { بعَذابٍ أليمٍ } ويجوز ابقاؤه على أصله من مطلق التغيير، ومنه تغير بشرتهم الى السواد، والصورة القبيحة، وهكذا كل ما ورد فى الشر.