الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وتَرى } بعينك يا محمد أو يا من يصلح للنظر { كلَّ أمةٍ } من الأمم { جَاثيةً } باركة على ركبها خاضعة كهيئة الجانى المنتظر للعقاب، وقيل مجتمعة من الجثو بمعنى الجماعة المجتمعة على جثى، وهو تراب مجتمع، وعن سلمان الفارسى: ان فى القيامة ساعة هى عشر سنين، يَخِرُّ الناس فيها جثاة على الركب، حتى ابراهيم ينادى ربه لا أسألك إلا نفسى { كلُّ أمةٍ } كافرة أو مؤمنة، وقيل: المراد الكافرة والأول أولى { تُدعى إلى كتابها } صحيفة أعمالها، والاضافة للجنس، فهو صحائف لأن لكل فرد صحيفة هذا أصح، وقيل: المراد كتاب نبيها، ينظر هل عملت به، وقيل: المراد اللوح المحفوظ، تدعى الى ما سبق لها فيه.

{ اليَوم تُجزون ما كُنْتم تعْملون } مفعول محذوفة من المستتر فى تدعى، أى مقولا لها: { اليوم تجزون ما كنتم تعلمون } وما مفعول ثان، أو يقدر الباء، والمراد بما أعمالهم أوقعت بمنزلة الثواب والعقاب مجازا لأنها سببهما، أو يقدر مضاف أى جزاء ما كنتم تعملون، ولا تكون هذه الجملة خبرا ثانيا، ولو كانت خبرا ثانيا لكان بالتحتية، إلا أن يدعى طريقة الالتفات.