الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ قُل الله يُحييكُم } ابتداء فى بطون أمهاتكم { ثمَّ يُميتُكم } لآجالكم هو لا الدهر { ثمَّ يجْمعُكم إلى يوم القيامة } أى فى يوم القيامة للجزاء، وقال البصريون: يضمن يجمع معنى فعل يتعدى بالى مثل: ينهيكم أو يوصلكم، وهكذا كلما خرج حرف عن أصل معناه يبقون الحرف على معناه ويؤولون متعلق الحرف بما يناسب معنى الحرف، ومذهب الكوفيين أقل تعسفا، يخرجون الحرف عن معناه على سبيل التجوز، ومعنى فى هنا أظهر، لأنهم موتى موجودون، فما معنى جمعهم الى الزمان، نعم لو قلنا ثم بمعنى الواو، والمعنى لم يزل الله تعالى يجمعهم بالتوفى واحد بعد واحد الى يوم القيامة.

{ لا ريْبَ فيه } أى لا يصح شك فى وقوع يوم القيامة، أو فى الجمع المدلول عليه بقوله: { يجمعكم } والحكمة اقتضت وقوع ذلك، فلا بد من وقوعه، وعدم الاتيان بالآباء فى الدنيا لا يوجب أن لا يؤتى بهم يوم القيامة، وقد نصب لكم دلائل البعث كخلقكم وانبات الأرض. { ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعْلمُون } أن الريب منتف عن البعث، وهذا آخر ما حكى بقل، ولا يصح أن يكون من كلام الله تعالى إذ لم يتقدم ما يستدرك عليه بلكن، نعم يتم باعتبار تقدير: قل لهم قولا من شأنه أن يؤثر فيهم، فالاستدراك باعتبار قوله يؤثر فيهم.