الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

{ ولا يمْلكُ الَّذين يدعونَ } لا تملك الآلهة الذين يعبدهم المشركون ويرجون الشفاعة منها { مِن دونه } من دون الله سبحانه وتعالى { الشفاعة } لهم { إلاَّ من شَهِد بالحق } التوحيد، فانه يشفع لكن لا لهم بل لسائر المؤمنين، وهم الملائكة، وعيسى وعزير، فانهم يشهدون لسائر المؤمنين، والاستثناء منقطع، لأن من شهد بالحق، ولو دخلوا بحسب الظاهر فىالدين يدعون، إلا أن اللفظ لا يشملهم، مع أن المراد لا يملكون الشفاعة لهم، فان من شهد بالحق لا يشفع لهم، كقولك: أكرم الناس زيدا الله إلا عمرا للقرابة، فالاستثناء يمنع من اتصاله ما قبله تارة كالآية، وما بعده أخرى كالمثال، ولم يعتبر بعضهم ذلك مانعا من الاتصال، واكتفى فيه بعموم المستثنى منه للمستثنى، واعتبر بعض منقطعا بقصده غير من شهد، وهذا يطرد فى كل استثناء متصل، فلا يجد صورة تتمخض للاتصال، والاسثناء فى ذلك كله من الذين.

ويجوز أن يكون من محذوف فيكون متصلا، ويكون من شهد بالحق هو المشفوع له، أى لأحد إلا من شهد بالحق، فيكون الذين يدعون الملائكة وعيسى وعزيراً وحدهم لا مع الأصنام، فانهم يشفعون لمن شهد بالحق وهذا من الاستثناء المفرغ فى نفس الأمر، لكن اعتبر العام المحذوف كأنه مذكور كقوله:
نجا سالم والنفس منه بشرقة   ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا
بنصب جفن كأنه قال: لم ينج شىء إلا جفن سيف { وهُم يَعْلمون } الحق والشهادة بلا علم كلا شهادة.