الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ }

{ أم أبرَمُوا أمْراً } إضراب انتقال وتوبيخ وإنكار، والابرام إتقان الأمر حقيقة، فالمراد إنكار وقوعه، لأنه لم يكن: فهم فى ضلال وخيبة أو إتقانه صورة، فالمراد إنكار أن يكون صوابا، بل هو قبيح، وعلى كل حال الأمر الذى يحاولون إبرامه فى المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم، لم ينالوه، ولن ينالوه، ولا يفيدهم شيئا من بطلان دينه واجتماعهم فى دار الندوة على قتله، والغيبة فى أبرموا بعد الخطاب فى أكثركم ان كان الخطاب من الله عز وجل، لا من مالك، اشارة بأن مكرهم أسوأ من كراهتهم { فإنَّا مُبْرمُون } أمرنا حقيقة عطف على أبرموا، كقولك: أعطيت فأنا أؤدبك، أو فى جواب كشرط مجاراة لهم، أى ان أبرموا فانا مبرمون، أو إن داموا على الابرام فإنا مبرمون، أى منتقمون منهم لابرامهم بالنار خالدين فيها، ونصره صلى الله عليه وسلم وسمى الانتقام إبراما للمشاكلة، أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون.