الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }

{ فلمَّا آسفُونا } بالغوا فى الكفران، واستمروا عليهِ، وكان بصورة من يشتد فى الاساءة الى من يحلم ويصبر حتى لم يسع حلمه تلك الاساءة فأحزنته، فذلك استعارة تمثيلية، لأنهم بالغوا حتى ضافت عليهم رحمة الله، واستحقوا غضبه، وهو إرادة العقوبة، أو نفس العقوبة، والايساف الاغضاب أو الأحزان، والله سبحانه منزه عن حقيقتهما، لأنه لا يناله مكروه، ولا يوصف بصفة الخلق، فان الأسف الحزن والغضب معا، ويطلق أيضا على كل منهما على انفراد، وهو ثوارن دم القلب لارادة الانتقام، فان كان على من دونك انتشر غضبا وغيظا أو على من فوقك انقبض حزنا وجزعا، وكانت الصفرة، ويجوز حمله على الحقيقة بتقدير مضاف، أى فلما آسفوا أولياءنا وهم موسى والمؤمنون معه، وحذف إشارة إلى قوله تعالى: " من أهان لي ولياً فقد حاربني بالمحاربة " وقوله تعالى:من يطع الرسول فقد أطاع الله } [النساء: 80] وعن ابن عباس: المعنى أحزنوا أولياءنا المؤمنين نحو السحرة، وبنى إسرائيل ووزن آسف افعل تعدى أسف بالهمزة.

{ انتقمنا منْهُم } وفسر الانتقام بقوله: { فأغْرَقناهم أجْمعِينَ } فى البحر، ويجوز أن يريد أردنا الانتقام فاغرقناهم.