الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

{ والَّذي نزَّل مِن السَّماءِ ماءً بقدرٍ } بمقدار تقتضيه الحكمة، ولا يعلم مقدار ما ينزل من السماء فى كل سنة على التحقيق إلا الله عز وجل، وقيل: المعنى بقضاء أزلى { فأنْشَرنا به } بسطنا به { بَلْدةً ميْتاً } خالية من النبات، ونموها بالنبات، كنمو بدن الحيوان، ولم تكن بالحقيقة ميتة، لأن البلدة بلد وموضع، لكن شبه البلد بالحيوان، ورمز اليه بذكر لازمه، وهو الموت على طريق الاستعارة بالكناية، أو شبه تجرد الأرض من النبات بتجرد الحيوان، من الروح والزيادة، إذا مات واستعار لذلك التجرد لفظ الموت، واشتق منه ميتا على طريق التبعية، والتكلم بالنون بعد الغيبة تعظيم لشأن الأحياء { كَذلكَ } معفول مطلق لقوله { تُخرجُون } أى تخرجون من قبوركم اخراجا مثل اخراج النبات، وذلك عند الله هين، يقع كما شاهدتم الانبات كيف ينكره من شاهد النبات.