الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ }

{ لله مُلْك السَّماوات والأرض يخْلقُ مَا يشاءُ } على اختياره وبلا وجوب عليه، وله الملك يقسم الرحمة والسيئة كما شاء لا كما يهواه أحد، ولا منازل له، لأنه يفعل بحكمة، فلا يبقى إلا التسليم والطاعة شكرا فى الرحمة والسيئة، فان الرحمة للشكر لا للبطر، والسيئة للرجوع اليه لا للجزع والكفر، ورحمته هبة لا لواجب عليه كما قال: { يَهبُ لمنْ يشاء إناثا } كلوط وشعيب، قدمهن وهن من جنس السيئات لمناسبة ما اتصل الكلام به قبل، وللدلالة على أنه ليس الأمر تابعا لأهوائهم، وهم يكرهونهن، وللفاصلة، وقيل قدمن لأنهن اكثر لتكثير النسل، وقيل لتطييب قلوب آبائهن، لما فى تقديمهن من التشريف، بأنهن سبب لتكثير مخلوقاته تعالى، وقيل: للاشارة الى ما فى تقدم ولادتهن من اليمن.

وعن قتادة: من يمن المرأة تبكيرها بأنثى، وقيل قدمهن توصية برعايتهن لضعفهن، ولا يلزم أن يقدم الذكور، وهم جنس الرحمة، كما قدم الرحمة، والعرب تعد الاناث بلاءوإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهم كظيم } [النحل: 58] قال صلى الله عليه وسلم: " من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار ".

{ ويَهبُ لمن يشاءُ الذكور } كابراهيم، عرف اسمهم ونكر الاناث لأن الاناث أبعد خطورا فى قلوبهم، والذكور حاضرة فى قلوبهم ومناهم، وأول خاطر فى شأن الولادة، وكلما ذكر الله الذكر والأنثى لا يذكر الخنثى المشكل، لعله لأنه عند الله تعالى ذكر وأنثى لا ثالث.