الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ }

{ ولَئِنْ أذَقْناهُ رحمةً منَّا } كسعة مال وشفاء وعزة { مِنْ بَعْد ضَراء } فعلة منَّا ضارة له كضيق المعيشة والمرض والذل { مسَّته ليقولنَّ هَذا } أى هذا الخير، وهذا الذى أصابنى { لى } أنا متأهل له لفضلى، أو لاكتسابى، أو لنسى، أو هذا لى لا يزول، والأول أولى، ومتضمن للثانى، لأن ما يستحقه لما ذكر من شأنه لا يزول على زعمه { وما أظنُّ السَّاعة قائمةً } بعد الموت، كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم { ولئن رُجِعْت الى ربِّي } ووالله أو بالله لئن ردنى الله مالكى اليه بالإحياء لقيام الساعة { إنَّ لي عِنْدهُ للحُسْنى } جواب القسم، وهو مغن عن جواب الشرط، واالحسنى الجنة، أو الحالة الكريمة، وهو اسم تفضيل للمؤنث خارج عن التفضيل، ومعناه الحسنة لا أحسن من كذا، ويحتمل البقاء عليه، بمعنى أن لى فى الآخرة إن بعثت أفضل مما لى فى الدنيا، كقوله:ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منْهما مُنقلبا } [الكهف: 36] أو لى عنده أفضل مما للمؤمنين فى الآخرة.

{ فلَنُنبِّئنَّ } فوالله لنخبرن { الَّذين كفَروا بما عَمِلوا } من الشرك والمعاصى، فهم مكلفون بفروع الشريعة، وقد نسوا أعمالهم أو أكثرها، نعلمهم بها، وبأنهم يستحقون بها الاهانة والعذاب، لا الكرامة { ولنُذِيقنَّهم من عذاب غَليظٍ } أى عذابا من نوع عذاب عظيم، كوثاق شديد لا يطاق قطعة، ولا الخروج عنه.