الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ }

{ فإن اسْتَكبروا } عن ترك السجود لغير الله سبحانه؟ الجواب: محذوف أى فلا تعبأ بهم، أو فلا يعبأ بهم، أو لم يخل ذلك بعظمة الله تعالى نابت عنه علته، وهو قوله تعالى: { فالَّذين عنْد ربِّك } الخ أى لأن الملائكة الذين فى حضرة القدس، وهم خير منهم { يُسبِّحونَ لهُ } ينزهونه عن صفات الخلق بأنواع التسبيح والعبادات فى السجود { بالليْل والنَّهار } فى الأوقات التى هى عندكم ليل، والأوقات التى هى عندكم نهار كلها، أو هما عبارة عن الاستمرار والدوام، وذلك أنه لا ليل عندهم ولا نهار.

{ وهُمْ لا يسأمون } لا يملون التسبيح، بل هو لذة لهم والآتيان تتضمنان النهى عن السجود للاصنام اذ نهوا عن السجود للشمس والقمر، وهما أفضل منها، وكانت الصابئون، وقيل: المجوس يعبدون الشمس والقمر والنجوم، وأهل مكة الأصنام، ويقول هؤلاء: نعبدها لتقربنا الى الله فنهاهم الله تعالى عن التقرب اليه بها، وأمرهم باخلاص السجود له تعالى، واستدل بعض بقوله تعالى:لا تسجدوا للشمس } [فصلت: 37] الخ على صلاة الخسوف والكسوف، لأنه لا صلاة تتعلق بالشمس والقمر غير صلاة الخسوف والكسوف، فأمرنا أن لا نقصدهما بالسجود عند الكسوف والخسوف بل نقصد الله تعالى، لا يظهر ذلك، ولا يسلم وبنى على ذلك أنها لكونها من القرآن أفضل من صلاة الاستسقاء.