الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ حتَّى } حرف ابتداء، ولا تخلو حتى الابتدائية عن غاية، فهى هنا غاية للحشر، أو يوزعون اذا فسرناه بيساقون { إذا ما } صلة لتأكيد { جاءوها } حضورا عندها، وهنا حذف تقديره: حتى اذا ما جاءوها وسئلوا عما فعلوا من السوء فانكروا، كما دلت عليه الشهادة عليهم فى قوله تعالى { شهِدَ عليْهم سَمعهُم وأبصارهم وجُلودهم بما كانوا يعْمَلون } ولا يأبى هذا التقدير تأكيد اتصال جواب اذا بشرطهما بما، لأنه يكفى فى الاتصال أن يجمع ذلك مجلس واحد، وذكر الجلود تعميم بعد تخصيص، فان موضع السمع والابصار من الأذن والعين أيضا جلد فقائدة ذكرها التعميم، وأيضا كل جزء يشهد، وهى ألوف ألوف، جزء تشهد دفعة أو ماشاء الله، أو عاد بالجلود ما سوى السمع والبصر، أو ما سوى البصر، وخص السمع لأنه وسيلة لادراك الآيات المتلوّة، والعين لأنها وسيلة لادراك الآيات التكوينية، والجلود بذلك وبما سواه من المعاصى، أو تشهد بما سوى الشرك من المعاصى كالزنى.

والحواس خمس: اللسان أخرصه الله يومئذ، والشم التكليف فيه قليل، مثل أن يشم رائحة امراة أجنبية تشهيا أو الخمر تلذذا، أو نحو ذلك، والجلد حاسة اللمس، فذكره مع الأذن والعين لكثرة التكليف فيهن، وقيل: الجلود الجوارح، وهو ضعيف، وقيل: الفروج، ونسب للجمهور وابن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو ما ينطق من الانسان فخذه اليسرى ثم تنطق الجوارح فيقول تبا لكنَّ فعنكن كنت أناضل ".