الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }

{ فأمَّا عادٌ } للتفريع بتفصيل ما لكل طائفة منها من الجناية والعذاب، وبدأ بعاد لتقدم زمانهم على ثمود، { فاسْتَكبرُوا } تعظموا على غيرهم لعظم أجسامهم، فكانوا يظلمونهم { في الأرض } ذكر الأرض للعموم، كأنه قيل: على أهل الأرض وتلويحا بأنها للعبادة لا للتكبر، أو تكبروا عن التوحيد والطاعة { بغيْر الحق } بغير استحقاق للاستكبار { وقالُوا } أشرا وفخرا { مَن أشدّ منَّا قوةً } استفهام إنكار، ورد لتخويف الرسول لهم بالعذاب، وكان الرجل منهم ينزع الصخرة من الجبل، فيرفعها بيده.

{ أو لَم يروا } اغفلوا، ولم يروا أى لم يعلموا علما طبعيا شبيها بالمعيانة، أو علما كسبيا { أنَّ الله الَّذى خلقَهُم هُو أشدّ منهُم قُوةً } أى قدرة لأنه قوى بالذات خالق للقوى والقدر، وما أتاهم به الرسل منه تعالى، وفى ذكره تعالى قوته تهكم بقدرتهم، ولم يعبر بالقدرة، بل عبر بالشدة للمشاكلة، وقال: خلقهم دون خلق السماوات والأرض لادعائهم الشدة { وكانُوا بآياتنا يجْحدُون } ينكرونها مع علمهم بها، وقدم بآياتنا على طريق الاهتمام، وللفاصلة.