الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }

{ فإنْ أْعرضُوا } متعلق بقوله:قل أئنَّكم لتكفرون } [فصلت: 9] الخ أى أعرضوا عما تقول من التوحيد، وسائر الشرع، وعن التدبر فى ذلك { فقُل أنْذرتكُم } إنشاء لا إخبار، كأعتقت وبعت ونحوه من العقود، فقد حصل الإنذار بهذا اللفظ وقال غيرى: ماض عبر به عن المضارع للدلالة على تحقق الإنذار، المنبىء عن تحقق المنذر به، فان أراد أنه مستقبل بمعنى سأنذركم لم يجز تأخير الانذار، والله لا يأمره بتأخيره، وإن أراد الحال كان المعنى الاخبار بأنه قد أنذرهم فى الحال، وهذا الانذار غير واقع فى الحال بغير هذا اللفظ، فلا يصح فلزم أنه لفظ أنشأ به الإنذار، وإن أراد الاخبار بأنه قد أنذرتكم قبل، وبلغت فلا على جاز لكن ذلك ماض على ظاهره، واخبار صحيح، ومعنى تحقق المنذر به أنى خوفتكم من تحققه لقولكم لا يقع.

{ صاعقة مثل صاعقة عادٍ وثمُودَ } عذابا كعذابهم قاله قتاده، ولعله أراد عذابا كعذابهم الذى يسمى صاعقة، وإلا فالصاعقة لا يطلق على مطلق العذاب، فالمراد صاعقة حقيقة كصاعقة هؤلاء، أو عذاب يشبهها فى الشدة، وخص عاد أو ثمود بالذر لوقوعهم على بلادهم فى اليمن والحجر، وسمى ذلك العذاب صاعقة، لأنه يصعق به الانسان، أى يموت به، ويطلق لفظ الصاعقة على النار النازلة من السماء، ولا تختص بأهل الشقاوة، ولا يخلو منها عذاب عاد وثمود، وما زالت تنزل الى الآن، وقد كثرت فتارة تحرق الناس، وتارة الدواب، وتارة الشجر، وغير ذلك، وحرقت سنة ثلاث مائة وخمس أسواق فاس، وأسواق تيهرت قاعدة زناتة، وأسواق رطبة، وأرباض مكناسة من بلاد حوف أندلس، وكل ذلك فى شوال السنة المذكورة، فسميت سنة النار.