الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ وقِهم السَّيِّئاتِ } العقوبات، لأنها تسوء وتضر، أو المعاصى أى جزاء المعاصى، أو تجوز باسمها عن اسم لازمها ومسببها، أو فهم نفس المعاصى، فلا يفعلونها، وان فعلوها تابوا فكأنهم لم يفعلوها، وفيه ضعف لأن الأنسب عليه التقديم على اغفر بان يقال: فق الذين آمنوا السيئات، فاغفر للذين تابوا، ولا يتكرر الدعاء هنا مع قوله:وقهم عذاب الجحيم } [غافر: 7] لأن عذاب الجحيم أخص من العقوبات، لأن العقوبات تشمل عذاب النار، وعذاب القبر، وعذاب السخط فى الدنيا، كالخسف والمسخ مما يختص فى الدنيا بأهل النار، وأما ما لا يختص بهم فلا تفسر به السيئات لقوله تعالى:

{ ومَنْ تَقِ السَّيِّئات يوْمئذ فقد رحِمتهُ } أى يوم اذ يكون الجزاء، وهو يوم القيامة، والسيئات العقاب بتقدير مضاف، والتجوز فى التسمية كما مر آنفا ولا يتبادر أن السيئات هنا المعاصى، وأن يؤمئذ يوم اذ كانوا فى الدنيا يعملون { وذَلك } المذكور الذى هو الرحمة أو المذكور من الرحمة والوقاية، أو من الوقاية { هُو الفَوْز } الظفر بالمطلوب الكامل { العَظيمُ } الذى لا مطلب وراءه.