الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ } * { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

{ ويُريكُم آياته } دلائل قدرته وعظم شأنه { فأيَّ آيات الله } استفهام توبيخ، واضافة الآيات الى الله لتربية المهابة فى تهويل انكاره { تُنكرونَ } لا آية منها يجترىء من له عقل على إنكارها، ولفظ أى صالح للمذكور والمؤنث، لأنه اسم غير صفة، والتأنيث فى ذلك خلاف الأصل، لا يقاس عليها كرجلة وحمارة وانسانة قال الشاعر:
إنسانة فتانة   
وقال:
بأى كتاب أو بأية سنة   ترى حبهم عارا علىَّ وتحسب
{ أفلَم يَسيروا فى الأرض } أقعدوا فلم يسيروا، أو الهمز مما بعد الفاء فلا تقدير { فينْظُروا كيف كان عاقبة الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِم } من المهلكين لكفرهم { كانُوا أكْثَر منْهُم وأشَدَّ قوَّةً وآثاراً في الأرض } تقدم الكلام على ذلك، ولا يخفى أن آثارا غير آثار الأقدام، ففيه رد على من قال بأن الأثر فى الآية الأخرى أثر القدم، والقرآن بعضه يفسر بعضا { فما } نافية أو استفهامية توبيخية مفعول به لقوله: { أغْنى } أى دفع أو مفعول مطلق له، أى أى اغناء أغنى { عنْهُم ما كانُوا يكْسِبُونَ } ما كانوا يكسبونه من الأموال عبادة غير الله، أو ما أغنى عنهم كونهم يكسبون.