الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }

{ ولَكُم فيها منافعُ } كالألبان والأصواف، والشعور والجلود، وكراء الابل للحمل، والبقر للحرث { ولتَبْلغوا عَليها حاجةً في صُدوركُم } ثابتة فى صدوركم، كحمل الأثقال، والعطف على لتركبوا، والمتبادر الى أفهامنا أن يؤتى بلام التعليل فى الكل فيقال: ولتأكلوا منها، أو تترك فى الكل فيقال: تركبوا منها، ومنها تأكلون لكن لو عطف تأكلون على تركبوا أو أدخل عليه اللام لحذفت النون، وفاتت الفاصلة، كما أنه لو لم يقدم قوله منها لفاتت، وأما قوله: { ولكم فيها منافع } فكالتابع للاكل فيجرى مجراه، أو يجعل حالا من الواو ومن ها، وقال: { ومنها تأكلون } بالجملة الحالية، ومضارع الاستمرار تمييزا عن الركوب، بكون الأكل من ضروريات الانسان، وكذا { ولكم فيها منافع } باعتبار الشرب واللبس، وهما ضروريان، ويبحث بأن الضرورى أحق بالتعليل، وقوله: { لتبلغوا عليها } راجع للابل، وكذا قوله تعالى:

{ وعليْها وعَلى الفُلْك تُحمَلون } فبعض ذلك عام، وبعضها خاص، وقد قيل: المراد بالأنعام وضمائرها بالابل خاصة، وهو قول الزجاج، وهى سفائن البر، والفلك سفائن البحر، وليس ذلك فى جانب الابل تكرارا مع الركوب، لأن المراد بيان أن لكم سفائن فى البر، وسفائن فى البحر، وقيل: المراد هنا حمل النساء والولدان، والمرضى والشيوخ والضعفاء على الابل فى الهوادج، ولذلك فصل عن الركوب كما قد يقال فى قوله تعالى: { ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم } أنه فى ركوبها للحج والغزو، وطلب العلم، واقامة دين، وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم، ومن تستحب زيارته، ففصل لذلك عن مطلق الركوب، وأدخل بعض فى الأنعام: الخيل والبغال والحمير، وكل ما ينتفع به من البهائم، وقدم عليها وعلى الفلك للفاصلة، وبطريق الاهتمام، ولم يقل وفى الفلك كما قال:قلنا احمل فيها } [هود: 40] للمشاكلة، ولأن من فى السفينة مستعل على أرضها أو على سقفها.