الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }

{ فاصبْر إنَّ وعْد الله } بتعذيب المكذبين { حَقّ } واقع لا بد { فإمَّا نُرينَّك } أن الشرطية أدغمت نونها فى ميم ما الصلة، والنون للتوكيد، وقد يؤكد بها دون زيادة ما قال الشاعر:
فإما ترينى ولى لمة   فإن الحوادث أولى بها
فزاد ما بلا توكيد { بعْض الذي نَعدهُم } كالقتل والأسر فى حياتك { أو نتوفينَّك } قد علم الله سبحانه أنه يريد بعض ما يعدهم قبل التوفى، ولكن قال ذلك تهييجا على الازدياد التوكل { فإلينا } لا الى غيرنا { يُرجَعونَ } يوم القيامة، الجواب محذوف نابت عنه علته، أى نعذبهم لأنهم إلينا يرجعون، ولا يفوتوننا، أو إلينا يرجعون مجاز عن قوله نعذبهم فى الآخرة تعبيراً بالملزوم، أو السبب عن اللازم، أو المسبب، وقدر بعض أن قبل نتوفينك، وجعل الينا يرجعون جوابا لها، بمعنى لجاز أو نائبا عن جوابها، أى إما نرينك بعض الذى نعدهم، وقدر جواب المذكورة هكذا فاما نرينك بعض الذى نعدهم فذلك أو إن نتوفينك فالينا يرجعون، واذا جعل الينا يرجعون جوابا، فانما رفع لأنه كأنه جملة اسمية لتقدم الى، لأن الى لا تلى إن الشرطية، فقرن بالفاء والبعض الآخر المفهوم من الآية ما يصيبهم فى الدنيا أيضا، وما يصيبهم فى الآخرة، فالذى يعدهم عام لما فى الدنيا، ولما فى الآخرة.