الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ }

{ فاصْبِر } إذا عرفت ذلك فاصبر على إيذاء المشركين والتبليغ { إنَّ وعْد الله } لك وللمؤمنين بالنصر المذكور فى قوله تعالى:إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا } [غافر: 51] أو وعد الله مطلقا فيدخل فيه وعده بالنصر للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين { حَق } ثابت لا يتخلف { واسْتَغفر لذنْبك } قال بعض: ما هو ذنب صدر منك قبل النبوة من الصغائر على أنها تقع من الأنبياء قبلها، والصحيح أنها لا تقع، وقيل: ذلك تعبد من الله تعالى، لأن الطاعة إما توبة عما لا ينبغى، وإما اشتغال بما ينبغى.

والواضح أن المراد ما هو ذنب فى شأنك لشرف رتبتك، ولم يكن ذنبا فى حق غيرك، مثل ترك الأولى، ومثل أن يهتم قلبك ويتألم بأمر العدو، أو مثل أن يخطر فيه أن ينصرك عمك حمزة والعباس، وتذهل عن أن الله كافيك فى النصر، ولم تستحضر فى الحين، وذلك تعليم للأمة، وقيل: لذنب أمتك المسلمين، وقيل لذنب أمتك فى حقك، وفيه أنه لا يجوز له أن يستغفر لذنوب المشركين، وان أريد ذنوب المسلمين فى حقه جاز بمعنى تقصيرهم فى حقه، فباعتبار أنهم سلبوا حقه فى ذلك، زعم بعض ان الاضافة للمفعول أى لإثمهم فى حقك، وليس هذا مما يصح، إذ ليس إضافة للمفعول صناعة.

{ وَسبِّح بحَمد ربِّك } قل سبحان الله، والحمد لله، ونحو ذلك، وقيل: دم على عبادة ربك، وقيل: صلاة الفجر وصلاة العصر { بالعَشيِّ والإبْكَارِ } الياء الأولى للملابسة، والثانية بمعنى فى، والإبكار مصدر ناب عن الزمان، اى وقت الدخول فى البكرة، والمراد عموم الأوقات، ويجوز أن يراد الوقتان خصوصا، فيكون التسبيح ركعتين عشيا، وركعتين بكرة، ثم نسخت بالصلوات الخمس، كل ذلك فى مكة، وقيل: فرضت الخمس فى المدينة، والصحيح الأول، ثم إن المشهور ركعتان فقط قبل النسخ، فنقول: فرضت ركعتان فقط فى كل اليوم والليل، على أن المراد بالوقتين العموم، ويجوز على العموم أن يراد الصلوات الخمس، ثم رأيته عن ابن عباس وزيد على الحضرى: اثنتان، وهل الزيادة تنسخ؟ قولان فى أصول الفقه، بسطتهما فى محلها، والذى لى أنها غير نسخ.