الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ }

{ ويا قوْم } كرر النداء لزيادة التنبيه والايقاظ عن سنة الغفلة، وجىء بالواو فى هذا النداء الثالث دون الثانى، لأن الثانى داخل على كلام هو بيان للمجمل خلاف الثالث { إنِّي أخافُ عليْكم يَوم التَّناد } يوم القيامة ينادى فيه الناس بعضهم بعضا للاستغاثة، أو تصايحون بالويل والثبور، فسمى التصايح نداء، لأن بعضا يتصايح الى بعض كصورة النداء، أو سمى يوم القيامة يوم التنادى، لأنه ينادى فيه، ألا أن فلانا قد سعد سعادة لا يشقى بعدها، وان فلانا قد شقى شقاوة لا يسعد بعدها، أو سمى لأنه ينادى فيه: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت، وذلك حين يمثل لهم الموت بكبش، ويذبح، وفيه لا تفاعل فى ذلك، ولعل صيغة التفاعل تأكيد أو تشبيه لنداء أصحاب الجنة أصحاب النار، وأصحاب النار أصحاب الجنة كما فى سورة الأعراف.

قيل: أو لأن الخلق ينادون الى المحشر، ويبحث بأنه لا تفاعل فيه فانه نداء لا تناد فيحتاج الى التجوز بأن ذلك يشبه نداء بعض بعضا، أو بالمبالغة فى النداء، أو لنداء المؤمن:هاؤم اقرءوا كتابيه } [الحاقة: 19] والكافر:يا ليتني لم أوت كتابيه } [الحاقة: 25] وفيه البحث المذكور، وعن ابن عباس: ينادى الناس بعض بعضا عند نفخة الفزع فى الدنيا، وروى هذا عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: يحتمل كل نداء واقع على الكفار فى الموقف، وفيه البحث المذكور.