الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ }

{ يا قوْم } يا هؤلاء وسماهم بالقوم، لأنه فيهم ومنهم فى الدين بحسب ظاهره، ولم يكونوا قومه فى النسب، ولا سيما ان كان منهم فى النسب { لَكُم المُلْك اليوم ظاهرين } عالين على بنى اسرائيل { في الأرض } أرض مصر { فَمَن ينصرنا من بأس الله إنْ جاءنا } لا تتعرضوا لقتله فتهلكوا، ويزول ملككم ببأس من الله عز وجل، والاستفهام انكار، والفاء عاطفة للانشاءة على الأخبار قبله، ولا حاجة الى تقدير ألكم الدوام والسلامة،ونسب الملك والظهور اليهم، وأدخل نفسه معهم فى البأس المتوقع تليينا لهم وتلويحا بانه مناصح لهم، مريد لهم ما يريد لنفسه جهده، لعلهم يعملون بنصحه.

{ قالَ فرْعَون } بعد سماعه كلام هذا الناصح { ما أريكُم } ما أظهر لكم وأدعوكم اليه { إلاَّ مَا أرى } من قتله، وقتله هو الصواب لا ما قاله الرجل أو الا ما أرى من عبادتى وعبادة الأصنام { وما أهْدِيكُم } بهذا الرأى { إلا سَبِيل الرَّشاد } الصلاح، لم أخف عنكم منه شيئا وهو كاذب، بل خاف الانتقام، لأن له قدرة،وقد اعتاد القتل فيما دون ابطال دينه، وازالة ملكه، وقد صدق المنجمين والكهنة فى قولهم بذلك، ولم يكذبهم، فما هذا القول الا تشجع وازالة للقول عنه أنه عاجز.