الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ }

{ وقال فرْعَون ذَرُوني أقْتُل مُوسَى } لم يرد قتله خوف أن يعاجله الله بالعقاب، وهو معتقد لوجوده تعالى،أو علم أن موسى نبى لما يرى منه، وكتم وجحد، أو لم يقتله خوف أن يقال، قتله عجزا عن مقاومته بالحجة، كما قيل له: إن قتلته توهم الناس عجزى عن الحجة، فدعه، فانه أهون من ذلك، ويقابله ساحر مثله، لكنه لعنه الله عز وجل، أظهر للناسب أنه أراد قتله، وأنه قادرعليه، ولكنه منعه الناس { ولْيدْعُ ربَّه } أن ينجيه منى أو أن يعاقبنى على قتله الذى سمع باهتمامى به، هذا اقرار منه، بأن لموسى ربا يدعيه ويدعوه، وفى ذلك أيضا عدم اكتراثه به تعالى وبعقابه لفظا لا اعتقادا { إنِّي أخافُ } ان لم أقتله { أن يُبدِّل دِينكُم } عبادة أصنام أمرهم بنحتها يتقربون بها اليه، وقيل سلطانكم وعزتكم كقوله زهير:
لئن حللت بحى من بنى أسد   فى دين عمرو وحالت بيننا فدك
{ أو أنْ يُظْهِر في الأرض الفَسَاد } ذلك تعليل لذرونى أو لأقتل ذرونى لأنى أو أقتله لأنى، والفساد الاختلاف والشقاق المؤدى الى تعطيل مصالحكم، وتعطيل المزارع والمتاجر، والى القتال، وقال قتادة: الفساد ما عليه موسى من الدين والأرض أرض مصر.