الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ }

{ أو لَمْ يَسيرُوا في الأرض فينْظُرُوا كَيف كانَ عاقبة الَّذينَ كانُوا من قَبْلهم } كيف حال المكذبين قبلهم كعاد وثمود، وينظروا مجزوم بالعطف على يسيروا أو منصوب فى جواب نفى النفى، لأن الاستفهام انكار، والانكار بفى دخل على نفى { كانُوا هُم } توكيد للواو، ومثل هذا من باب التوكيد اللفظى، ولو اختلف اللفظان قليلا، ولو لم يكن بين معرفتين، والغالب كونه بينهما، ويتقوى هنا باسم التفضيل بعده، مقرونا بمن التفضيلية، كأنها عوض عن أل اذ لا يقرن بأل معها { أشدَّ منْهُم قوَّةً } كبار الأجسام صحيحها، قادرين بها على التصرفات العظيمة.

{ وآثاراً فى الأرض } كالقرى والمدن، وكانوا ينحتون الجبال بيوتا، وقيل: الآثار آثار أقدامهم فى الأرض، وهو قول ضعيف، اذ لا يبقى الى زمان الآية { فأخَذَهُم الله بذُنُوبهِم } الفاء بمعنى الواو، أو للترتيب الذكرى، ولا تفريع لها الا إن كان العطف على محذوف، أى كفروا أو كذبوا، فأخذهم، ولا تسبب لها لئلا تتكرر مع تسبب الباء بعدها.

{ وما كانَ لَهُم مِن الله } متعلق بما بعده على حذف مضاف، أى من عذاب الله تعالى، ويجوز أن لا يقدر كأنه قيل هم فى قبضته يفعل فيهم ما يشاء، أو بمحذوف حال من واق، قدم بطريق الاهتمام وللفاصلة، أو متعلقة بلهم، أو متعلقة، والمعنى بدلا من الله { مِنْ } صلة { وَاقٍ } مانع لا قدرة لشركائهم على المنع.