الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

{ اليَوْم تُجْزى كُلّ نفْسٍ } بارة أو فاجرة { بما كَسَبَت } من خير أو شر { لا ظُلْم اليَوْم } لا ينقص من عمل، ولا يزاد عليه، بخلاف الدنيا ففيها ظالم ومظلوم { إنَّ الله سَريعُ الحِسَاب } هذا آخر الجواب، والسؤال والجواب بين نفخة الموت ونفخة البعث من واحد، وهو الله تعالى، وقيل: ملك، وهذا على أن ذلك فى المحشر أو قرب قيام الساعة جدا، وقيل: السائل الله أو ملك، والمجيب الناس، وعن ابن عباس: ينادى منادٍ بين السماء والأرض، عند قرب الساعة: يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الأحياء والأموات، فيقول الله:لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } [غافر: 16] ولعل ذلك يكون مرة بين يدى الساعة، ومرة بين النفختين، ومرة فى المحشر، قال ابن مسعود رضى الله عنه: يجمع الله الخلق يوم القيامة بصعيد واحد، بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة، لم يعص الله تعالى فيها قط، ولم يخطىء فيها، فأول ما يتكلم أن ينادى مناد: { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار* اليوم تجْزَى كلّ نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب } فأول ما يبدءون به من الخصومات الدماء، وحسابه كلحظة، ويفعل الله ما يشاء قال ابن عباس: اذا أخذ فى الحساب لم يقل أهل الجنة الا فيها، وأهل النار الا فيها.