الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ }

يقال للسور ذات حاميم: حواميم، لأن حاميم اسم للسورة فى عبارتنا مركب من اسمى حرفين الحا بالقصر والميم، ولا يضرنا أن وزن فاعيل كقابيل لا يوجد فى العربية، لأنه لا يمتنع اذا كان بالتركيب فجمع على القياس على فواعيل بإبدال ألف حا واوا، فهو جمع عربى وأنشد أبو عبيدة اللغوى:
حلفت بالسبع التى تطولت   وبمئين بعدها قدا منيت
وبثمان ثنيت وكررت   وبالطواسين التى قد تليت
وبالحواميم اللواتى سبعت   وبالمفصل التى قد فصلت
والظاهر أن الشعر مصنوع أو صاحبه مولد لا يكون حجة، ألا أنه وافق الحق، ومما يدل على ضعفه فى العربية، جعله تاء التأنيث رويا، وقال الجوالقى، والحريرى، وابن الجوزى، وأبو منصور، والجوهرى، عن الفراء: ان الحواميم ليس من كلام العرب، وأنه خطأ ويجوز حاميمات عندهم قال شاعر:
هذا رسول الله فى الخيرات   جاء بياسين وحاميمات
وهو حق، ولو احتمل أنه مصنوع أو موضوع، ومن العجائب أنهم أجازوه ولم يجيزوا حواميم، فانه اذا كان اسما واحدا بالتركيب لا جملة، وهو هنا مركب غير جملة، يجوز جمعه تكسيرا كما يجوز جمعه سلامة، ولو كان جملة فى الأصل أولا يتأتى جمعه كمعدى كرب لم يجمع تكسيرا ولا سلامة، بل بذوات وبآل فإنَّك إذا أردت جمع تأبط شرا قلت: ذو تأبط شر وذواتا تأبط شرا أى أهل هذا اللفظ، قال الكميت بن زيد:
وجدنا لكم فى آل حاميم آية   تأولها منا تقى ومعرب
ويقال أيضا: طواسيم بالميم بدلا من نون سين، أخذ الاسم من قوله: طاسين، ويجوز ذوات حاميم، وذوات طاسين.