الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً }

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِى قُلُوبِهِمْ } من النفاق وحب المخالفة، فلن يفوته عقابهم { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } لا تعاقبهم، فإن فى ترك عقابهم صلاحاً، ولو عاقبتهم لقال ناس بجهلهم، عاقبهم فى أدنى شىء، وكانت الفتنة فى أهله، أو فأعرض عن قبول عذرهم، كما يقال اعتذر إليه فأعرض عنه بمعنى أنه لم يجبه بقبول عذره ولم يلتفت إلى قبوله، والمصيبة تكون عقاباً على الذنب، وإن لم يتب عوقب أيضاً عليه فى الآخرة، وتكون للثواب وتكون مغفرة لما لم يصر عليه وأَهمله { وَعِظْهُمْ } بالزجر عن النفاق والمكر والكذب، وبعقاب الله فى الآخرة { وَقَل لَّهُمْ فِى أَنْفُسِهِمْ } فى شأن أنفسهم الخبيثة وحقها، أو فى خلوة بهم فإن النصح فى السر أنفع وفى الجهر فضيحة { قَوْلاً بَلِيغاً } أكيداً يأخذ منهم مأخذاً بأن يكون خشونة فى حق، مثل أن يقول أنتم لا بد مغلوبون مفتضحون، وقد استوجبتم أكثر مما استوجب من أظهر الشرك، إلا أن الله ستر عليكم لظاهر إسلامكم، فكيف تأمنون أن ينزل عيكم ما أنزل على المشركين المجاهرين من قتل، وسبى، وغنم، فقد يسلط الله عليكم المسلمين.