الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }

{ لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ } الثابتون { فِى العِلْمِ مِنهُمْ } كعبد الله بن سلام وأصحابه كأسيد وثعلبة، وفيهم نزلت الآية، كما قال ابن عباس، وقد ذكرت منهم جملة فيما مر { وَالْمُؤْمِنُونَ } منهم، بأن آمنوا وصح إيمانهم دون أن يكونوا فى رقبة من اتصف منهم بالرسوخ فى العلم، أو المؤمنون المهاجرون والأنصار وغيرهم ممن آمن وصح إيمانه مطلقاً، او الراسخ والمؤمن ذات واحدة، أى لكن المتصفون بالرسوخ فى العلم والإيمان { يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ } أى واذكر المقيمين ولا تنسهم أو أعنى المقيمين، أو يتعلق بمحذوف، أى يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين على أنهم الأنبياء، قيل على إقامتها هى إشعارها، بين الناس، أو على أنهم الملائكة، وقد قال الله، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولا يخلو نبى عن إقامة الصلاة، وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة، أولئك وإلى المقيمين، وهم الأنبياء، وقيل: وبدين المقيمين، أو لكن الراسخون فى العلم منهم، ومن المقيمين، فإنه ربما عطف على الضمير المجرور المتصل بلا إعادة جار، وقد قيل بجوازه مع الفصل كما هنا، كما جاز مع الفصل فى العطف على الضمير المرفوع المتصل المفصول، وقرأ مالك ابن دينار وعيسى الثقفى والجحدرى بالواو، كما فى مصحف ابن مسعود { وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } مبتدأ أو معطوف عليه، وذلك عام خبره قوله تعالى { أَوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عظِيماً } أو عطف على واو يؤمنون، أو على الراسخون، وخبر الراسخون أولئك الخ وما بينهما معترض، والأجر العظيم الجنة، لجمعهم بين الإيمان والعمل الصالح واجتناب المحرمات، وصف الله تعالى مؤمنى أهل الكتاب بالرسوخ فى العلم، وبالإيمان بكل ما يجب الإيمان به وإيتاء الزكاة.