{ مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ } فى الدنيا والآخرة، أو فى الآخرة { إن شَكَرْتُمْ } نعمه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات { وَءَامَنتُمْ } به، أيتشفى من الغيظ والغيظ لا يلحقه، أو يدفع به ضرا وهو لا يلقحه، وهو القادر على الإطلاق، أو يجلب به نفعا وهو الغنى عَلَى الإطلاق والخطاب للمنافقين، وقيل للمؤمنين وهو ضعيف، والاستفهام بمعنى النفى، وما مفعول ليفعل، وأجيز أن تكون حرف نفى والباء زائدة فى المفعول، أى ما يفعل الله عذابكم، والظاهر الأول، والحاصل أن لا يستكمل لكمال ذاته، سبحانه وتعالى عن صفات الخلق، وقدم الشكر عَلَى الإيمان مع أنه لا عبرة بشىء مع عدم الإيمان، لأن الناظر يدرك النعمة فيعتقد شكرها أو يشكر منعمها إجمالا، ثم يمعن النظر فى الدلائل فيعرف المنعم فيؤمن به، ولأن الواو لا ترتب، أو هى للحال فتكون قيدا، أى صدر منكم الشكر فى حال الاتصاف بالإيمان أو بعده { وَكَانَ اللهُ شَاكِراً } مثيبا بالكثير الدائم عَلَى القليل الفانى، شبه الإثابة بصرف العبد إعماله لله، فسماها باسمه، وهو الشكر، أو ذلك تسمية باسم السبب والملزوم، فشاكرا بمعنى مثيبا عَلَى الشكر، أو يجزى بقليل الطاعات كثير الدرجات، أو المثنى على المطيع { عَلِيماً } بحق شكركم وإيمانكم كما أنه عالم بكم.