الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }

{ وقالُوا } عطف على جواب اذا، أو علىوقال لهم خزنتها } [الزمر: 73] قيل أو على محذوف، أى فدخلوها وقالوا، والحكمة فى تقديره ذكر الحمد على الدخول، والمناسبة لقوله:فادخلوها } [الزمر: 73] وهذا المقدر عطف على قال لهم خزنتها { الحَمْد لله الَّذي صَدَقنا وَعْده } بالبعث، وادخال الجنة { وأوْرثَنا الأرض } أرض الجنة، جعلنا مالكين لها كما يملك الوارث ما يرث، ولا فرق بين الجنة والدنيا، فان كل ما فيهما ملك لله حقيقة يملكه لمن يشاء، بمعنى يجعله متصرفا فيه، أو جعلنا الله وارثين لها من الأشقياء، فان لكل شقى فى الجنة ملكا وأهلا يرثها السعيد، ولكل سعيد مكانا فى النار يرثه الشقى، وقيل: لا ملك فى الجنة كملك الدنيا، انما هو فى الجنة اباحة التصرف الدائم فقط، ألا ترى أنه لا يبيع أحدهن أهل الجنة شيئا من ملكه لغيره، ولا يهبه ولا يبدله، قلت: بل هو تمليك أعظم من تمليك الدنيا، وعدم نمو البيع لغبطة كل أحد بملكه، وعدم اشتهاء هذا ملك هذا، وعدم أن يرى أنه دون غيره.

{ نَتبوَّأ } ننزل { مِن الجنَّة } فى الجنة أو نتبوأ أمكنة ثابتة من الجنة، اى بعض الجنة { حَيثُ نَشَاءُ } بدل من أمكنة المقدر، ولا بأس باتخاذ موضع فى موضع أوسع، تقول اتخذت موضعا فى بلد كذا يبقى من الجنة مواضع واسعة من شاء اتخذ منها ما شاء، والآية فى هذا { فَنْعم } بسبب ذلك { أجْر العاملينَ } بأمر الله والمخصوص محذوف أى صدق وعد الله وايراثه ايانا الأرض والتبوُّؤ بخلاف أهل النار، فلا عمل لهم بأمر الله تعالى، فلم يستحقوا ذلك، بل النار وذلك من كلام أهل الجنة، وقيل: من كلام الله عز وجل، وعليه فالعطف على محذوف أى هنىء لكم ذلكم، فنعم أجر العاملين.