{ إنْ تَكْفُروا } مع وجود هذه الدلائل { فإن الله غَنيٌّ عنْكُم } لم تضروه بكفركم، لأن الله غنى عن إيمانكم، وعن كل أحد فنابت العلة عن هذا الجواب المقدور، وهذا أولى من تقدير، فأنا أخبركم وأقول: " ان الله غنى { ولا يَرضى لِعبادِه } المؤمنين والكافرين، وقيل: السعداء { الكُفْر } لأنه قبيح، وجور عن الحق، وضرر عليهم كفر الشرك وكفر النفاق، تقول: خلق الله المعاصى وأرادها ممن منه، ونهى عنها، ولا تقول: أحبها ولا رضيها، ولا من الشقى إلا على التوسع والتجوز، عن معنى أنه لم يعص مغلوبا، وعلى معنى الارادة والخلق { وإنْ تَشْكُروا يرضَه } أى يرضى الشكر المدلول عليه بتشكروا { لَكُم } لأنه صلاح لكم وحق، وحسن شرعا، ولا نقول بالتحسين والتقبيح العقليين. { ولا تَزرُ } لا تتصف بوزر غيرها، ولا تتأثر به عقابا { وازرة } نفس وازرة مذنبة { وزِرْ أخْرى } نفس أخرى لا تعاقب إلا بذنب نفسها، ومن ذنبها دعاءها الى الذنب بالقول، أو بحاله فيعاقب بما فعل غيره به لذلك، ولا يحمله عن فاعله { ثمَّ إلى ربَّكُم مَرجعكُم } رجوعكم بالبعث للجزاء { فيُنَبِّئُكم } حسابا للجزاء { بما كُنْتم تعْمَلون إنَّه عَليمٌ بذات الصُّدور } فكفركم أيها الكافرون لا يعدوكم عقابه الى المؤمنين.