الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

{ قد قالَها } أى هذه الكلمة، أو هذه الجملة، وهى:إنما أوتيته على علم } [الزمر: 49] وإطلاق الكلمة على المركب حقيقة فى اللغة { الَّذينَ مِنْ قَبْلِهم } قرون متقدمون، وهذا أيضا يدل على أن الانسان الجنس لقوله: " من قبلهم " بضمير الجماعة، وليس قوم كلهم يقولون، بل يقول واحد ويرضى الباقون، فهم قائلون، أو يراد بالذين جملة أفراد قالوها، ولو من أقوام مختلفين، لا مجاز فيه، بخلاف ما قبله فانه من إسناد ما للبعض للكل على التجوز العقلى، أو حذف مضاف أى بعض الذين، او يراد المجموع، لما شاعت فيهم قيل قالوها، ثم انه لا شك أن قول من فى عهده صلى الله عليه وسلم غير قول من قبله، وقول كل أحد غير قول غيره، ولو فى وقت واحد، فالمراد قد قال مثلها، أو اعتبرت هذه الكلمة كجسم موضوع يتناوله من تقدم ومن تأخر، كأنها متشخصة باقية، وذلك شائع فى العرف { فَما أغْنَى عَنْهُم } ما رفع عنهم عذاب الدنيا، إذ جاء وعذاب الآخرة اذا جاء { ما كانُوا يَكْسِبُون } من الأموال والأصحاب والأعوان، وهى بعض النعمة.