الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

{ ولئن سَألتَهُم مَن خَلقَ السَّماوات والأرض ليقولنَّ الله } خلقهن كما صرح به فى آية أخرى، فهو أولى من تقدير الذى خلقهن الله، وقد أقروا بأنه خلقهن، لم يجدوا محيدا عن ذلك لعلمهم أن غيره عاجز عن ذلك، العقل إذا استعمل أدرك أن كل ما هو ممكن لا يتصور إلا بمن هو واجب الوجود { قُل } تبكيتا لهم { أفرأيتُم } يقدر على قول الحذف أتفكرتم فرأيتم، أى علمتم { ما تَدعُون مِن دُون الله } ما مفعول أول، والثانى جملة الاستفهام المعلق عنها، وكذا فى المعطوف، وأداة الشرط، وجملة الشرط مقدرة التأخير عن جملة الاستفهام فى قوله تعالى:

{ إنْ أرادَنِي الله بضُرّ هل هنَّ كاشفات ضره أو أرادني برحْمة هل هنَّ ممسكات رحْمَته } وجواب الشرط أغنى عنه جملة الاستفهام، وان جعلنا الهمزة مما بعد الفاء فالمعنى أخبرونى، وجملة الاستفهام مفعوله معلق عنه، وقال: { كاشفات } و { ممسكت } بالتأنيث ذما لها بالضعف، ولأنهم يسمونها بأسماء الاناث، ويقولون هى اناث، ويعبرون عنهن أيضا بالذكور، وقدم الضر لأن دفعه أهم، والخير معه متكدر، والنفس مائلة الى التخلى عنه قبل التحلى بالخير، ولما سألهم سكنوا، فنزل قوله تعالى: { قُلْ حَسْبي الله } فى اصابة الخير، ودفع الضر { عليه } لا على غيره { يتَوكَّل المتَوكِّلون } من أراد التوكل، أو من اعتاد التوكل عليه.