الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ ضَرَبَ الله مثلاً } مفعول ثان مقدم { رجُلاً } مفعول أول، وتعدى لواحد، وهو مثلا ورجلا بدله، لكن لا يحل محله، وأخر المفعول الأول عن الثانى تشويقا الى الأول، وقصدا لطريق الاهتمام، بالأول، لأن ضرب المثل تطبيق حاله عجيبة بأخرى مثلها، وأيضا أخر الأول ليتصل به ما هو من تتمته التى هى المراد بالذات فى التمثيل { فيه شُرَكاء } الجملة نعت رجلا { متشاكسُونَ } مختلفون لسوء أخلاقهم، فهو فى شدة من خدمتهم { ورَجُلاً سَلَماً } خالصا { لَرجُلٍ } يستخدمه، فهو فى راحة من توزع ما يرد عليه، ولم يضرب المثل طفلا أو امرأة، لأن الرجل أعرف منهما بالمصالح والمضار { هَلْ يستويان مثلاً } لا، بل المشترك بين المتشاكسين فى لوم وتعب وقلق، والسلم لرجل فى راحة ورضا، وكذلك المؤمن فى راحة واطمئنان فى أعلى علين، والكافر أسفل سافل، هذا هو المراد، وليس المراد أن الكافر يعبد أشياء تستخدمه يرجو من كل منها خيرا، نعم يستخدمه أنواع الهوى، وشياطين الانس والجن، وتتعبه، ولا ينال منها ما ينال من استخدمه الله تعالى، وأثابه، ومثلا تمييز عن الفاعل بمعنى الصفة.

{ الحَمْدُ لله } الله أهل لأن يحمده المؤمنون، ويدوموا على عبادته لتوفيقه لهم، ومزيتهم، وأهل لضرب المثل لهم بالخير، وعلى المشركين بالسوء { بلْ أكْثَرهم لا يعْلمُون } اضراب انتقال عن نفى الاستواء الى ذكر أن أكثر الناس وهم المشركون ليسوا من أهل الادراك، مع سهولة إدراك ذلك، فلا يدركونه ولا يدركون أن الكل من الله، وأنه من أهل المحامد، ولا شركة معه كما زعموا.