الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ }

{ أأنْزَل عَليْه } وهو نشأ يتيماً لا مال له ولا أنصار، ولا رياسة ولا شرف { الذِّكرُ } القرآن { مِنْ بَيْننا } دوننا، ونحن غير يتامى، وذووا مال وأنصار ورياسة وشرف، لو كان القرآن من الله لكان نازلا علينا لذلك كما قالوا:لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتَيْن عظيم } [الزخرف: 31] وقالوا:لو كان خيراً ما سبقونا إليه } [الأحقاف: 11] { بلْ هُم في شك من ذكري } لا يقتصرون على كلام واحد، بل يترددون تردد الشاك الحاسد الذى لا حجة له، فقالوا: سحر، وقالوا: افتراء، وقالوا: أساطير الأولين، وربما شكوا أنه من الله عز وجل وأظهروا خلافه، وفى الاضافة الى الياء زيادة تحقيق، وبل للاضراب عما قبل اضراب ابطال، وأضرب عن هذا الإضراب وما قبله بالاضراب الانتقالى العام فى قوله: { بل لمَّا يذُوقُوا عَذاب } وسيذوقونه، فاذا ذاقوه زال الحسد والشك، ولات حين إيمان، والآيات بعد تدل على ما ذكرت لا على ما قيل أن الاضراب الثانى اضراب عن الأول بمعنى اذا ذاقوه زال شكهم.