الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ }

{ إنَّ ذلك } الذى ذكرنا عنهم { لحقٌ } لا يتخلف وقوعه فى المستقبل { تخاصم أهْل النَّار } خبر ثان، ومقتضى الظاهر تقدمه على حق، ولكن قدم لطريق الاعتناء بنفى الكذب والتكذيب، وقيل: خبر لمحذوف، أى هو تخاصم أهل النار، ووجهه مع أن جعله خبرا ثانيا مغن عن الحذف دفع ما يقال، الأولى تقديمه، لأنه اذا استؤنف له كلام بالحذف لا يعترض بذلك، وقد جعله بعض بدلا من حق، وهو فى معنى كونه خبرا ثانيا، والتخاصُم التقاول، أو هو على ظاهره، فان قول الرؤساء:لا مرحبا بهم } [ص: 59] وقول الأتباع:بل أنتم لا مرحبا بكم } [ص: 60] تنازع وتخالف فى أى الفريقين هو شر من الآخر، فسمى ذلك وما معه تخاصما، أوالاشارة الى قول الرؤساء وقول الأتباع فقط، لا مع ما معهما، ولا يصح ما قيل: إن الكلام كله من الخزنة، فلا خصام إذ لا تقول الخزنة: أنتم قدمتموه لنا، ولا حاجة الى أن تقول الخزنة للرؤساء بل أنتم لا مرحبا بكم، اللهم إلا أن يقصدوا التشديد على الرؤساء، فيقدر القول بعد هكذا، قالت الاتباع: أنتم قدمتموه لنا، وان جعل لا مرحبا من كلام الرؤساء، وهذا فوج من كلام الخزنة فهو تخاصم مجاز.