الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ }

{ مُتَّكئينَ } حال من هاء لهم مقدرة، أى مقدرين الاتكاء { فيها } وكذا قوله: { يَدْعُون } أى مقدرين الدعاء { فيهَا بفاكهةٍ كَثيرةٍ وشَرَاب } أو حالان من المتقين مقدرة، أو يدعون حال من المستتر فى متكئين، أو متكئين حال من واو يدعون، ويدعون حال كما مر قيل أو مستأنف، واقتصر من الطعام على الفاكهة، لأن طعامهم لمجرد التلذذ لا ليقووا ويحيوا، فان أجسامهم جعلت على أن لا يتخللها ضعف أو منقص ما، ووصف الفاكهة بالكثرة لكثرة أنواعها، والشراب واحد وهو الخمر، كذا قيل، ولا نسلم أن شربها الخمر فقط، بل متعدد كثير كالحليب والنبيذ والشراب فى الأصل مصدر يصلح للكثير، أو يقدر وشراب كثير، فحذف كثير، ودل عليه مناسبة كثرة الفاكهة.

ولأهل الجنة أقبال وأدبار بلا بول ولا غائط ولا شعر ولا نتن، وليس كما قيل: انه لا أدبار لهم، لأنها للروث والريح، ولا يوجدان فى الجنة، قلنا: لهم أدبار وأقبال، والحجة آيات البعث، وأحاديثه فكيف يبعثون بنقص وتشويه خلقة، فالبعث كالنص فى اثباتها، وأقول: لهم نطف ترشفها أرحام نسائهم كما ترشف الأرض الماء.