الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }

{ ووهبنا } أحيينا { له أهْله } من مات منهم فى مرضه، وعند مرضه، وقيل: ومن مات قبل ذلك، وشفى المرض منهم، ومال بعض المحققين الى أن المعنى أرغد له الذرية ممن لم يمت منهم، بأن تناسلوا فمعنى الهبة اطلاقهم من مرضهم فيه فيتناسلوا { ومِثْلهُم مَعَهم } فى الدنيا، وليس المراد فى الآخرة كما قيل { رحْمَة } لأجل رحمة { منَّا } عظيمة { وذِكْرى } تذكيراً { لأولي الألْباب } ليصبروا عند المصائب، ويلتجئوا الى الله تعالى كما صبروا والتجأ فيثابوا دنيا وأخرى، كما أثيب، قيل: مرض سبع سنين، وأشهر، أو قيل: ثمانى عشرة سنة بمرض تجرى الدود من جسده عليه، حتى بدا حجاب قلبه، وحتى ألقى فى مزبلة، ولعل هذا الالقاء لا يصح، وكذا هذا المرض المستقذر.

ويقال: كان قرحة واحدة كله، ولم يصبر عليه غير زوجه، ودعته أن يطلب الله ليشفيه، وذكرت له فيما قيل إنها باعت شعر رأسها برغيف لتطعمه، فقال لها: اصبرى كنا سبعين عاما فى الرخاء فدعا الله الرحمن الرحيم، فأرسل اليه جبريل فقال له: قم واركض برجلك الخ ما مر، وجاءه بلباس من الجنة، وقعد جانب موضعه فى المزبلة فجاءت تسأله عن أيوب فقال: أنا أيوب، فرد عليه ماله وأهله، وأمطر عليه جرادا من ذهب، وبسط ثوبه يجمع فيه، فأوحى الله اليه: يا أيوب أما شبعت؟ فقال: يا رب من ذا الذى يشبع من فضلك ورحمتك، وهذا الجمع فى ثوبه أمر حسن ان لم كن واجبا، لأن الله تعالى أمطر عليه ليأخذ، وقوله تعالى: أما شبعت، لا ينافى هذا، لأن ذكر لشىء طبع عليه الآدمى.