الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ }

{ إنَّ هذا } أى المتخيل بصورة الرجل، وهو ملك نائب عن صاحب الحق المدعى { أخي } فى الدين أو فى الصداقة والألفة،أو فى العشرة، أو فى النسب، يريد التمثيل لا الحقيقة ولا الكذب، واختارا ما يناسب، لأن صاحب الحق على داود قريب لداود فى النسب أو العشرة، أو الألفة أو الصداقة، وزعم بعض أن الخصمين رجلان من بنى اسرائيل أخوان لأم وأبا، والخصام بينهما حقيقة لا تمثيل، والنعاج من الغنم حقيقة، ظلم أحدهما الآخر فيها، وقع بها، تذكر داود وهو خلاف المشهور، وأخى بدل، والخبر الجملة بعده، أو بعده، أو هو الخبر، والجملة خبر ثان، أو حال من أخى تظهر الفائدة بها { له تِسْعٌ وتِسْعُون نَعْجةً } أنثى بقر الوحش، أو الظان أو المرأة، وهى المراد فى قصة داود، وأنثى ظان مثلا تمثيل، والامرأة أولى.

{ ولي نَعْجةٌ واحِدةٌ فقال أكْفِلْنيها } اجعلنى كفيلا لها أى قائما بها، وهو كناية عن التمليك، أى ملكنيها، أو اجعلها كفلى أى نصيبى { وعزَّني } غلبنى كقولهم من عزَّ بزَّ أى من غلب غيره سلبه من بزه أى من كسوته { في الخِطَاب } فى الكلام بما لا أطيقه من الحجج، وفصاحته، وقيل فى خطابه الامرأة للتزوج فتزوجت به دونى، مع أن له تسعا وتسعين امرأة غيرها على تأويل أكفلنيها باتركها لى أتزوجها من وليها، وهو بعيد مخالف لظاهر اللفظ، ولو كان أنسب بقصة داود.