الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ }

{ وهل أتاكَ نبأ الخَصْم } تشويق وتعجيب الى معرفة خبر الذى يخاصم داود عليه السلام، ولاخصم فى الأصل مصدر خصمه بمعنى خاصمه أو غلبه، ولذلك صح اطلاقه على الواحد فصاعدا، والعطف على محذوف، أى وهل وصلك ما ذكر؟ أو عطف على أنا سخرنا عطف قصة على أخرى، أو عطف على اذكر { إذْ تَسوَّروا } واو الجمع عائد الى الخصم لجواز استعماله للجماعة، أى اذ علوا سور المحراب، ونزلوا اليه من الأفعال المأخوة من اسم الشىء، كتسنمت البعير، علوت سنامه، وتدريت الجبل، علوت دروته، والمراد بالجماعة الاثنان، بدليل قوله بعد خصمان، قيل: ملكان، ويقال: جبريل وميكائيل، أو المراد فوجان خصمان، واذ متعلق بنعت محذوف لنبأ أى نبأ الخصم الواقع وقت تسورهم على الاتساع فى الوقت بما يلى ذلك، وعلى أن الخبر ما يخبر أو بمضاف الى الخصم محذوف، أى نبأ تحاكم الخصم اذ الخ لا متعلق بنبأ لأنه لم يخبر وقت التسور، ولا بأننى لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأته الخبر وقت التسور، بل بعد، وجاز بالخصم اذ تخاصموا وقت التسور على الاتساع.

{ المحْراب } بوزن اسم الآلة وضع للغرفة، واستعمل بمعنى المسجد لا جامع الشرف أو لانفصاله عن المسجد كالغرفة عما تحتها أو صلة صدر المسجد ومحراب المسجد صدره أو أصله فى المسجد، ويطلق على صدر البيت تشبيها به، أو لأنه آلة لمحاربة الشيطان والهوى، أو من حرب عن كذا خلا عنه، ومن شأن من فى المحراب خلو قلبه عن أمور الدنيا، وهذه المحاريب مأخوذة عن أهل الكتاب، ولا توجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآن صارت أمرا مجمعا عليه.