الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ }

{ وقالُوا } حين ذكر لهم عقاب من كفر عند الصيحة قيل: وثواب من آمن، والقائل أبو جهل، أو النضر بن الحارث أو كلاهما، ورضى الباقون فكان ضمير الجمع { ربَّنا } نادوا الله لشدة الاستهزاء، كمن رغب فى شىء نافع يرغب فيه الى الله جل جلاله { عَجِّل لَنا قِطَّنا } نصيبنا من العذاب على الكفر، وكل ما قطع من شىء فهو قط، فيجوز أن يريدوا صحيفتهم التى كتبت فها أعمالهم، كالشىء المقطوع من القرطاس، وهو أكثر استعمالا، والاضافة للجنس، فالمعنى قطوطنا.

{ قَبْل يَوْم الحِسَاب } هو وقت الصيحة الواحدة، ولا تؤخرها الى هذا لنرى ما فيها فنوقن أو نرتدع، تهكموا بذلك، وباثبات يوم الحساب، وهذا اللفظ يدل على أن المراد بالصيحة صيحة البعث، وعن قتادة، وسعيد ابن جبير: قطنا نصيبنا أو صحيفتنا من نعم الجنة، الذى لنا ان آمنا لنؤمن فننتفع به فى الدنيا، وهذا تهكم، ويناسبه نداء الله على وجه الرغبة، ولو أرادوا قطنا من العذاب لنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثواب الايمان، ويبحث بأن الكلام للعذاب والكفر، وأما نداء الله فلمزيد الاستهزاء كما مر.