الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ }

{ فقال إنِّي سقيمٌ } فى الحال سقما مَّا، فان أقوى الناس لايخلو ساعة عن خروج المزاج عن الاعتدال خروجا ما، أو أراد سقم الموت، فعبر عنه بعبارة الحال لتحقق الوقوع، ولو أراد الحقيقة والتصريح لقال: سأسقم، أو أراد مستعد الآن لسقم الموت بالايمان، والعبادة من الآن، أو متضرر القلب لكفركم، وعن سفيان الثورى، وسعيد بن جبير: أنه فيه بعض سقم الطاعون: وكانوا شديدى الخوف منه لاعتقادهم العدوى منه، وكان أغلب الأسقام عليهم، وهذا من معارض الكلام كقوله:بل فعله كبيرهم هذا } [الأنبياء: 63] وقوله لسلطان فى شان سارة: إنها أختى، وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ماء " لمن قال له فى هجرته: ممن أنت؟ يريد بالماء نطفة أبيه، والسائل ظن قبيلة، وقول الصديق رضى الله عنه فيها: إنه هاد يهدينى لمن قال من هذا معك، يريده صلى الله عليه وسلم لأنه يهديه فى الدين، والسائل يظنه هادى الطرق فى الأرض.

وعن قتادة: إن نظر نظرة فى النجوم كلمة تقولها العرب حقيقة فى التفكر، قلت لعل ذلك فى عرف العرب كما قال قتادة، ولا سيما إن أيد بنقل عن أهل اللغة، ولا يتعين فى كلام ابراهيم عليه السلام، ولعله فيه على ما مر من الأوجه، ثم نقلته العرب الى ذلك المذكور من التفكر.