الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ }

{ وتَركْنا عَليه } أى أبقينا عليه ذكرا حسنا { في الآخِرين } الباقين بعده الى يوم القيامة، ولفظ على بمعنى السمة والعلامة عليه فى الخير، ومفعول تركنا محذوف كما رأيت وقوله:

{ سلامٌ على نُوح في العالمين } مستأنف من الله تعالى، تعليما للناس كيف يقولون، وقدر بعض القول أى قيل: سلام، أو قلنا سلام وقيل مفعول تركنا هو قوله: { سلام على نوح } إلخ، مراد به اللفظ أى تركنا عليه هذه الألفاظ التى هى سلام على نوح فى العالمين، ولا بد من مسوغ للابتداء بالنكرة يسبق إرادة اللفظ إن أريد اللفظ، فاذا كان منا فالدعاء، وإن كان من الله فانشاء الله السلامة، أو نعت محذوف، أى سلام عظيم، وفى متعلق بمحذوف حال من المستتر فى { على نوح } أو فى متعلقه المحذوف، على أن المستتر فيه لم ينتقل الى { على نوح } أو فى متعلق بالمحذوف أو بعلى نوح المتعلق به النائب عنه، والمراد بالعالمين: الجن والإنس والملائكة، وذلك كقوله: سلام على زيد فى جميع الأمكنة، وجميع الأزمنة، وكان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون، وبينهما نبيان: هود وصالح.