الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ }

{ وجَعَلنا ذُريتَه هُم } ضمير فصل لا محل له، أو توكيد للظاهر { الباقين } لا باقى ممن بعد سواهم، ولم يرد من معه فى السفينة إلا أولاده الثلاثة: سام وحام ويافث وأزواجهم، ووجد قوما لم يغرقوا فقال: من أنتم؟ أجن أم إنس؟ قالوا: إنس، قلت فى دعائك:رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } [نوح: 26] ولسنا كفاراً، وان ولد غيرهم انقطع نسله قريبا ممن معه فى السفينة أو فى الأرض، وقيل: تنسل غيرهم، واتصل وأن المحصر فى الآية إضافى، أى لا ذرية غيره من المغرقين.

وقد قيل: إن لولده الكافر كنعان ولدا معه فى السفينة، فهو مندرج فى الذرية، ومن فى الدنيا كلها من ذرية نوح على ما شهر، وعليه الأكثر، وقيل: فيهم من لا يرجع إليه، وأن الدنيا لم يعمها الغرق كلها، وأن أقطار الأرض من لم تصلهم دعوته، وأهل صين يزعمون أنه لم يصلهم الغرق، وهؤلاء المؤمنون الذين لم ينلهم الغرق وصار الماء على أطراف أرضهم مرتفعا كالسور، وناداهم ملك: أن أقسموا أرضكم لرعى دوابكم كذا وكذا يوما قدر بفاء ماء الغرق، فيحتمل أن يلدوا ولا ينقطع نسلهم.

قال سمرة بن جندب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم " رواه الترمذى وقال حسن، والحاكم وقال صحيح، وروى البزار بسنده الى أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد لنوح ثلاثة: سام وحام ويافث فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد يافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة ولا خير فيهم، وولد حام القبط والسودان ولا أعرف فيهم حال الخير ".