الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ }

{ طَلْعُها } حملها { كأنَّه رءوس الشياطين } فى قبح الصورة وكراهة المنظر، والعرب تكره الشياطين وتصفها بالخبث من كل وجه ولا يرون فيها خيرا البتة، واذا كرهوا شيئا قالوا: وجه شيطان، وبأس شيطان، مع أنهم لم يروا شيطانا، ألا ترى الى قوله:
ومسنونة زرق كأنياب أغوال   
ولم ير الغول قط، كما أنه طبع فى الناس اعتقاد حسن الملك صورة وخيره كقولهن:إن هذا إلا ملك كريم } [يوسف: 31] ولم يرين الملك، ويبعد ما قيل المراد الشياطين بعد دخول النار، تزداد أجسامهم شوهة فشبه بها، لأن المخاطبين فى الدنيا لما يعرفوا بحالها بعد الدخول، وانما يحمل عليها لو لم نجد غير ذلك، وكذا يبعد الحمل على شجرة كريهة المنظر بناحية اليمن، تسمى الاستن، وتسمى الصوم، لأنه لم تعرف تسميتها برأس الشيطان، ولو ورد اسمها فى قوله:
تحيد عن استن سوداء سافله   مثل الإماء الغوادى تحمل الجزما
وقوله:
موكل بشذوف الصوم يرقبه   من المغارب مهضوم الحشا زرم
يصف وعلا يظن هذه الشجرة قناصا وهو يحاذره ويبعده، تفسيرها بحية ذات عرف، إذ لم تسم باسم شيطان، ولو ورد كقوله:
عجيز تحلف حين أحلف   كمثل شيطان القماط أعرف
وقوله:
وفى البغل إن لم يدفع الله شره   شياطين يعدو بعضهن على بعض