الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }

{ إلاَّ موتتنا الأولى } التى متناها فى الدنيا، ولا يرد على الحصر موت عقب إحيائه للسؤال، وعلى رجوع الأرواح، لا يراد موتهم فى أربعين عاما قبل البعث لسهولته، والواضح أن الكافر يعذب فى قبره، المؤمن يتنعم، ما فى الأربعين، وما يتصور قبلها لبعض ليس موتا، بل إنامة وعلمهم بأنهم لا يموتون ناشىء من سماعهم من الأنبياء والعلماء والكتب أنهم لا يموتون، وقول الملائكة:فادخلوها خالدين } [الزمر: 73] وقولهم:ادخلوها بسلام آمنين } [الحجر: 46] أى بسلامة وأمن من الآفات والموت والخروج، ولا مانع عقلا أو شرعا أن يمثل لهم الموت بكبش أملح يعرفه أنه الموت أهل الجنة وأهل النار بعد استقرارهم فيهما، يطلعون عليه فيذبح ويقال: يا أهل الجنة ويا أهل النار خلود لا موت، فيتذكر من نسى أنه لا موت بل ذهل، ويزاد أهل الجنة فرحا، وأهل النار حزنا، ولا يتصور لأهل الجنة أن ينسوا أنه لا موت فيصيبهم هم خوف الموت، لأن اهل الجنة لا هم لهم، وأما أن يرد الله عز وجل الموت الذى هو معنى جسما فيكون كبشا، فلا يجوز عندنا، ولا يصح حديث به على ظاهره، بل على التمثيل.

{ وما نحن بمعذِّبِين } كما تعذب أنت أيها القرين وأصحابك من أهل النار، ومن أشد العذاب زوال النعمة، فرزقنا المعلوم لا يزول ولا ينقص، وقوتنا وشبابنا لا يعقبهما نقص ولا ضعف ولا هرم، وإنما قيل ذلك بدل من أن يقال: نعيمنا دائم،لأن دفع الضر أهم من جلب النفع والتخلية قبل التحلية، ولأن نفى العذاب أسرع خطورا ببال من ليس فى عذاب، عند مشاهدة من يعذب كالقرين، وقيل:أفما نحن بميتين } [الصافات: 58] الخ من كلام أهل الجنة المتقابلين.