الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ }

{ يُطاف عَليْهم } هذا كلام مستأنف، أو خبر ثان لقوله: { هم } والطائفون أطفال المشركين، وأهل النار إذا ماتوا غير مكلفين جاء " أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله أن يعطيه أطفال المشركين خدما لأهل الجنة ففعل " { بكَأسٍ } بخمر تسمية للحال باسم المحل قال الضحاك والأخفش، كما هو رواية عن ابن عباس: كل كأس فى القرآن خمر، ويدل على إرادة الخمر ما بعد ذلك الى قوله:ينزفون } [الصافات: 47] ولا يجوز تفسير الكأس بالإناء وخمره معا، لأنه لا لذة من الاناء، ولا هو بعض معين، ولا هو أحق بنفى القول والنزف، ولا بالوصف بالبياض إلا توسعا فى ذلك كله، والأصل عدمه، وأما فى اللغة فالجمهور على أن الإناء لا يسمى كأسا إلا وفيه خمر، قال بعض المحققين أو نبيذ ما، وكان من زجاج فان لم تكن فيه خمر أونحوه، فهو قدح، وقيل القدح ما لا يشرب منه لكبره.

{ مِن مَعينٍ } أى كائنة من شراب معين، أو نهر معين، أى معيون أى تراه العيون لجريانه على وجه الأرض لكثرته، والميم زائد ميم مفعول، ثقلت الضمة على الياء فنقلت الى العين، فالتقى ساكنان الياء والواو، فحذف الواو وقلبت الضمة كسرة، وأجيز أن الميم أصل، وأنه يقال معن يمعن فهو معين أى ظاهر، ويحتاج الى نقل صحيح عن العرب، وخمر الجنة بمعنى الظاهر المعتاد، إلا أنها أشد لذة وحلاوة، وقيل ماء خلقه الله فيها على لذة الخمر، وقيل لا اشتراك بين نعيم الجنة والدنيا إلا بالأسماء.