الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ }

{ وما منَّا } أى قالت الملائكة، أو تقول الملائكة ما أحد ثابت منا، عطف على علمت الجنَّة إذا فسرت بالملائكة { إلاَّ له مَقامٌ معْلُومٌ } فى الرتبة عند الله، وفى نور العبادة والمسارعة الى أمر الله تعالى، والخشوع لعظمة الله تعالى والخوف والرجاء والمحبة والرضا، فمنهم راكع لا يقيم صلبه، وساجد لا يرفع رأسه، جاء ذلك فى الحديث، وقال أبو ذر: قال صلى الله عليه وسلم: " إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته ساجد لله " رواه ابن ماجة والترمذى قبله، والأطيط صوت القتب، أو حنين الإبل.

وعن عائشة عنه صلى الله عليه وسلم: " ما فى السماء موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم " وذلك قول الملائكة: " وما منا إلا له مقام معلوم "وإنا لنحن الصافون } [الصافات: 165] رواه ابن جرير أو قال الرسول: " ما من المسلمين أحد إلا له مقام معلوم عند الله على قدر عمله يوم القيامة " وفسر بعضهم الآية به على حدعسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } [الإسراء: 79] أو هو عائد الى قوله:فاستفتهم } [الصافات: 11، 149] كأنه قيل: فاستفتهم وقل: ما منَّا، وجملة له مقام معلوم خبر المبتدأ الموصوف بمنا، ويجوز كون منَّا خبراً لأحد، وما بعد إلا حال من ضمير الاستقرار.